الوكالة الأولى المتخصصة بأنباء الملكية الفكرية في العالم
عضو في طلال أبوغزاله العالمية

أبوغزاله: لبنان سينتصر على الكارثة ولن يستسلم

11-آب-2020 | المصدر : وكالة أبوغزاله لأنباء الملكية الفكرية | عدد الزيارات : 989
أبوغزاله: لبنان سينتصر على الكارثة ولن يستسلم

خاص بوكالة أبوغزاله لأنباء الملكية الفكرية 

عمَّان – قال سعادة الدكتور طلال أبوغزاله الخبير الاقتصادي، رئيس ومؤسس "طلال أبوغزاله العالمية" إن ما حدث في لبنان هو كارثة بكل معنى الكلمة ولا يمكن لأحد أن يقلل من أهميتها. وهي ليست ما حل بلبنان فحسب بل هي كارثتنا كأمة عربية تشعر مع لبنان قلباً وعقلاً لأن هذا البلد العزيز كان دائما الرئة العربية والمتنفس، بل كان قلب العروبة النابض. 

ونوه سعادته بأن للبنان فضلاً كبيراً عليه، حيث نشأ فيه وترعرع أيام الصبا ودرس على يد الكثير من اللبنانيين وتخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت حيث أسس نواة مؤسسته التي تطورت لاحقاً نحو العالمية.

وأكّد أبوغزاله، في حلقة جديدة من برنامج "العالم إلى أين؟" الذي يُبث أسبوعياً على تلفزيون "روسيا اليوم"، أن الكوارث لا يجوز اعتبارها نهاية، فالأمم الحية تنتصر على الكوارث، وخاصةً لبنان وشعب لبنان الذي لم يتمكن العدو الصهيوني بجبروته والدعم الدولي له، أن يكسر إرادته. وأضاف علينا أيضاً أن نتذكر أن الشعوب تفشل عندما تتوقف عن المحاولة من جديد، والتاريخ يذكرها جميعاُ: ألمانيا مثلاً التي دمرتها الحروب قامت من جديد لتصبح اليوم أكبر الاقتصادات، وكذلك اليابان حيث دُمّرت فيها هيروشيما وناغازاكي بالتحديد إبان الحرب العالمية الثانية، ورأينا كيف استطاعت فيما بعد أن تخرج من كارثتها، لتصبح الآن في مصاف الدول المتقدمة والاقتصادات العظمى.

وبيّن أبوغزاله وجوب التمحيص ومتابعة التحقيق في الكارثة التي حلّت ودراستها بشكل معمق وشفاف، للتمكن من محاسبة ومعاقبة المُدانين، والاستفادة من الدروس والعبر، وإرضاء الضمير والعدالة. 

وقال أن لدى لبنان القدرات الكافية لأن يقوم بهذا التحقيق الشفاف. وأضاف: لبنان لن ينتهي، ولست أرى في هذه الكارثة إلا بداية قيامته لغد مشرق وواعد. وقال: "من الآن يجب أن نبدأ العمل لإعادة مرفأ بيروت وما حوله ليس كما كان فحسب، بل أفضل مما كان، لقد عايشت الشعب اللبناني وتعلمت منه الكثير ورأيت مقدرته على النهوض والبناء، وهو شعب لا يبكي على الأطلال، وأنا مستعد للتطوع والمساهمة في هذه العملية، فلهذا البلد العظيم الذي احتضنني فضل عَليّ ولا أنساه"، موضحاً أن عملية إعادة البناء ستكون انتقاماً إيجابياً للشهداء والجرحى والمتضررين ووفاء لتضحياتهم الجسيمة.

ونوّه أبوغزاله أنه لا يجوز لدولة تحترم نفسها أن تُحيل هذا الحدث الداخلي إلى القضاء الدوليّ، وأن الأجانب لا يحلون مشكلة لبنان حيث أن أبناءه هم القادرون على ذلك. هذ الشعب العظيم خلق في تاريخه منتجات فكرية وعلمية عالية، وهو الآن كامل النضوج والقدرات، ويستطيع اجتراح أي شيء إذا تمكن من إطلاق طاقته الكاملة. وضرب مثلاً عن تجربة لبنان مع المحكمة الدولية لصديقه العزيز الشهيد رفيق الحريري، التي لم تثبت نزاهتها، مؤكداً أن القضاء اللبناني يتمتع بالنزاهة العالية والخبراء الكبار المؤهلين لمتابعة هذا النوع من القضايا والتحقيق فيها واستخلاص النتائج.

وتوجه أبوغزاله إلى الثائرين والكتّاب والسياسيين طالباً منهم التوقف عن ترديد شعار "كلن يعني كلن" لما فيه من تحقير شموليّ لا يليق بشعب حضاري كشعب لبنان، ونصح بتوجيه سهام النقد والاتهام إلى من يستحق ذلك ولمن تلوثت يداه بالفساد وثبُتَ عليه ذلك. وتساءل أبوغزاله باستغراب: "هل أمثال أشرف مَن حكموا في لبنان، كرجل الدولة والمفكر الدكتور "سليم الحص" من بين من حكموا ويحكمون الآن، وبالتالي ينطبق عليهم شعار "كلن يعني كلن؟!، وتابع: "أقول هذا من منطلق حبي واحترامي لشعب لا يجوز أن يعلن لعدوه ولغيره أنه ليس فيه حكام شرفاء، لأنه إن جاز ذلك فإنه سيعني أن كل من يحكم سيصبح "كلن".

وشدد أبوغزاله على أنه لا يجوز تحميل النظام الحالي والحكومة الحالية مسؤولية تراكمات خلفتها سنوات من الخلل في نظام الحكم وبنيته. لبنان يحتاج طبعا لإعادة بناء النظام وإصلاحه واتخاذ الإجراءات الرادعة التي تحد من انتشار الفساد. وأوضح أن "الفرقاء" في الديمقراطية الحقيقية يتنافسون للفوز في الانتخابات وينتهي نفوذهم عند ذلك الحد، وبعد ذلك يصبح ممثلو الشعب هم مصدر السلطات، وعلى "الفرقاء" قَبول قراراتهم، لأنهم يمثلونهم ويحترمون رأي المجلس الذي يمثل خيارات الشعب كله، وبعد إتمام ذلك لا يجوز أن تعود الدولة إلى الفرقاء قبل أي قرار أو بعده لأن الديمقراطية وممارستها لا تتم بهذه الطريقة.

وفي ختام الحلقة توجه أبوغزاله إلى اللبنانيين بدعوتهم إلى عقد مؤتمر وطني يدعو إليه مجلس النواب، شريطة أن لا يتخلف عنه أحد، مؤكداً أن هذا المجلس – كما الحال في الولايات المتحدة – هو مركز اتخاذ القرارات المصيرية. وهي فرصة تاريخية للبنان العظيم أن يٌعقد هذا المؤتمر الوطني الجامع، ليُعلَن بعدها عن بداية عهد الجمهورية اللّبنانية الجديدة.

يشار إلى أن "برنامج العالم إلى أين؟" هو برنامج أسبوعي خاص لسعادة الدكتور طلال أبوغزاله يواصل عرضه تلفزيون "روسيا اليوم" منذ ما يقارب السبعة أشهر، ويقدم فيه الدكتور أبوغزاله قراءات عميقة في العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة بأسلوبٍ تحليلي وعلمي.

 
مشاركة



مقالات ذات صلة